من فتاوي ابن تيميه رحمه الله
سُئِلَ:
هَلْ يَتَكَلَّمُ الْمَيتُ فِى قَبْرِهِ؟
فقـــال:
وأما سؤال السائل: هل يتكلم الميت في قبره، فجوابه: أنه يتكلم، وقد يسمع ـ أيضاً ـ من كلمه، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنهم يسمعون قَرْع نعالهم) ، وثبت عنه في الصحيح أن الميت يسأل في قبره، فيقال له: من ربك، وما دينك، ومن نبيك، فيثبت اللّه الذين آمنوا بالقول الثابت، فيقول: اللّه ربي، والإسلام ديني، ومحمد نبيي، ويقال له: ما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم، فيقول المؤمن: هو عبد اللّه ورسوله، جاءنا بالبينات والهدى، فآمنا به واتبعناه، وهذا تأويل قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} [إبراهيم: 27].
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها نزلت في عذاب القبر، وكذلك يتكلم المنافق فيقول: آه، آه، لا أدرى ! سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته؛ فيضرب بِمِرْزَبةٍ من حديد، فيصيح صيحة يسمعها كل شىء إلا الإنسان.
وثبت عنه في الصحيح أنه قال: (لولا ألا تدافنوا، لسألت اللّه أن يسمعكم عذاب القبر مثل الذي أسمع)، وثبت عنه في الصحيح أنه نادى المشركين يوم بدر، لما ألقاهم في القَلِيب، وقال: (ما أنتم بأسمع لما أقول منهم). والآثار في هذا كثيرة منتشرة، واللّه أعلم.